سورة الإسراء - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الإسراء)


        


قوله عز وجل: {وكم أهلكنا من القرون من بعد نُوح} واختلفوا في مدة القرن على ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه مائة وعشرون سنة، قاله عبد الله بن أبي أوفى.
الثاني: أنه مائة سنة، قاله عبد الله بن بُسْر المازني. الثالث: أنه أربعون سنة، روى ذلك محمد بن سيرين عن النبي صلى الله عليه وسلم.


قوله عز وجل: {كُلاًّ نُمِدُّ هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربِّكَ} يعني البر والفاجر من عطاء ربك في الدنيا دون الآخرة.
{وما كان عطاء ربك محظوراً} فيه تأويلان:
أحدهما: منقوصاً، قاله قتادة.
الثاني: ممنوعاً، قاله ابن عباس.


قوله عز وجل: {وقضى ربُّك ألاّ تبعدوا إلاّ إياه} معناه وأمر ربك، قاله ابن عباس والحسن وقتادة. وكان ابن مسعود وأبيّ بن كعب يقرآن {ووصى ربك} قاله الضحاك، وكانت في المصحف: {ووصى ربك} لكن ألصق الكاتب الواو فصارت {وقضى ربك}.
{وبالوالدين أحساناً} معناه ووصى بالوالدين إحساناً، يعني أن يحسن إليهما بالبر بهما في الفعل والقول.
{إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما} فيه وجهان:
أحدهما: يبلغن كبرك وكما عقلك.
الثاني: يبلغان كبرهما بالضعف والهرم.
{فلا تقل لهما أفٍّ} يعني حين ترى منهما الأذى وتميط عنهما الخلا، وتزيل عنهما القذى فلا تضجر، كما كانا يميطانه عنك وأنت صغير من غير ضجر.
وفي تأويل {أف} ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه كل ما غلظ من الكلام وقبح، قاله مقاتل.
الثاني: أنه استقذار الشيء وتغير الرائحة، قاله الكلبي.
الثالث: أنها كلمة تدل على التبرم والضجر، خرجت مخرج الأصوات المحكية. والعرب أف وتف، فالأف وسخ الأظفار، والتُّف ما رفعته من الأرض بيدك من شيء حقير.
{وقل لهما قولاً كريماً} فيه وجهان:
أحدهما: ليناً.
والآخر: حسناً. قال ابن عباس: نزلت هذه الآية والآية التي بعدها في سعد بن أبي وقاص.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8